إنجازات و إحرازات اليوم هي تخيلات و أحلام بالأمس ،
إذا فكرت في ذلك قليلاً و نظرت حولك و لاحظت المباني الشاهقة و البواخر الضخمة و الطائرات ، و إذا لاحظت الأشياء المحيطة بك مثل ( التليفزيون و الكمبيوتر و الفاكس و التليفون و ماكينات التصوير والراديو ) ،
تجد أن كل ما تتمتع به اليوم كان في يوم من الأيام أحلام و تخيلات لأشخاص آخرين ،
فالأحلام هي نقطة البداية لأي نجاح ، و هي العامل الأساسي لأي إنجاز و أجمل شيء في خيالنا و أحلامنا أنها بلا حدود .
قال جورج برناردشو " التخيل هو بداية الابتكار " .
كان فريد سميث مؤسس شركة فيديرال إكسبريس تلميذاً في جامعة بيل الأمريكية ، وفي إحدى المواد الدراسية طلب من الطلاب عمل مشروع يمثل حلماً من أحلامهم ..
فكتب فريد سميث خطة مشروع تفصيلي عن إنشاء شركة لتوصيل الطرود لأي مكان في العالم في اليوم التالي لإستلامها ، و كان رأي أستاذه أنها فكرة تعبر عن حلم ساذج لن يتحقق ، و قيل له وقتها : أنه لن يكون هناك من يحتاج مثل هذه الخدمة أبداً .. وضرب سميث برأيهم عرض الحائط و وضع حلمه موضع التنفيذ ، و بدأ في المشروع ، و كان أول شحنة عبارة عن 8 طرود منهم 4 هو نفسه الذي أرسلهم ، و قد خسر في بداية المشروع أموالاً كثيرة ، و كان موضع تهكم الناس ، و لكنه كان يؤمن و يقتنع بهذه الفكرة في قرارة نفسه ، و استمر في العمل إلى أن أصبح حجم عمل شركة فيديرال إكسبريس اليوم تخطي ملايين الدولارات و كل هذا كانت بدايته مجرد حلم .
و حدث أن شاهدت أحد البرامج الغربية على شاشة التليفزيون ، و كان موضوعه عن مجموعة من رهبان الصين يجلسون في حجرة باردة جداُ بدون ثياب إلا ملاءة مبللة ملفوفة على أجسامهم 7 مرات ، و عن طريق التخيل و تصور الحرارة التي في أجسامهم نجحوا في رفع درجة حرارة الجسم إلى الدرجة التي جفت بها الملاءة ، نعم التخيل له قوة رائعة ..
و الآن ما هو حلمك ؟ما هو الشيء الذي تتمناه أكثر من أي شيء آخر في هذه الدنيا ؟
هناك أفكار عظيمة تموت قبل أن تولد ، و ذلك لسببين رئيسين هما :
أولاً : " السم الحلو " ..فالسم الحلو لا يأتي الناس من أعدائهم حيث أنهم يشكون في الآخرين في أن يحاولوا هدمهم و لكن العكس هو الصحيح فــ" السم الحلو " يأتي من الناس المحيطين بهم و المهتمين بأحوالهم من أصدقاء أو جيران أو حتى من أفراد العائلة لأنهم سيسببون لهم كل الأسباب التي من أجلها ستفشل أفكارهم ، و كيف أنهم سيكونون عرضة للسخرية و الاستهزاء لو قاموا بتنفيذها .
و بالرغم من أن نصائحهم تكون نابعة بصدق من داخلهم إلا أنهم من الممكن أن تسبب الكثير من الأذى الضبط مثل الثعبان الجميل ذي السم القاتل .
ثانياً : أنت نفسك ..قال دكتور روبرت شولر في كتابه قوة الأفكار " المكان الوحيد الذي تصبح فيه أحلامك مستحيلة هو داخل أفكارك أنت شخصياً "
هل تتذكر أي مرة كنت فيها تريد عمل شيئاً معيناً ، و لكنك قلت لنفسك " لا .. أنا لا أستطيع عمل ذلك " ، و الناس من الممكن أن تقول لك أن فكرتك لا قيمة لها و يعطوك العديد من الأسباب التي من أجلها لن تنجح هذه الفكرة و لكنك الوحيد الذي يملك القوة لكي يقبل أو يرفض ما يقال لك .
ابدأ اليوم و احلم أحلاماً كبيرة ...اقرأ عن سير الناجحين ، واشعر بنجاحهم ، و تخيل نفسك تحقق إنجازاتهم ، احذر من لصوص الأحلام ، احذر " السم الحلو " لا تعطي الفرصة لأي شخص و لا حتى لنفسك أو أي شيء أن يسلبك أو يسرق منك أحلامك دع خيالك يسبح على هواه لأن خيالك له القوة التي من الممكن أن تساعدك على تغيير حياتك ،
ثق بنفسك و كرر كثيراً : " أنا في استطاعتي أن أنجح ، أنا واثق من قدرتي على النجاح " و ستصل بإذن الله لأعلى الدرجات .
الفعل الطريق الى القوة
من الممكن أن يملأك الحماس ، و يكون لديك طاقة عالية ، و تملك المعرفة و القوة العقلية التي تحتاج للنجاح .. و لكنك إن لم تضع كل هذا موضع التنفيذ ، ستكون المهارات بلا قيمة لها .
قال جيم رون في كتاب 7 طرق للسعادة و الرخاء " المعرفة بدون التنفيذ يمكنها أن تؤدي إلى الفشل و الإحباط "
و كان والدي يقول لي دائماً " الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله ؟ و المهارة أن تعرف كيف تفعله و النجاح هو أن تفعله " .
سئل رئيس شركة ناجحة ذات مرة عن الذي يحتاجه أي شخص لكي ينجح و يصل للقمة .. و كان رده : " ما دمت مقتنعاً بالفكرة التي في ذهنك فقم بتنفيذها فوراً " .
هناك سببان يمنعان الناس من أن يضعوا إمكانياتهم موضع الفعل .
السبب الأول هو الخوف ..وللخوف عدة أنواع :قد يكون خوفاً من الفشل .. أو خوفاً من عدم التقبل .. أو خوفاً من النجاح ؟ كأن يرى أن بنجاحه هذا قد يكون عرضة لإنفاق النقود بإسراف و تبذير .. و على ذلك فالخوف من النجاح من الممكن أن يمنع الناس من تنفيذ أفكارهم .
السبب الثاني هو المماطلة .. :فبعضنا يأخذ في تأجيل الواجبات التي من المفروض أن يقوم بها و يظل يؤجلها إلى اليوم التالي ، والأسبوع الذي يليه و هكذا ..
فلو كان عندك هدف تتمنى تحقيقه ، و في نفس الوقت تشعر أن هناك شيئاً يمنعك من التصرف فأبحث عن السبب الحقيقي وراء عدم أخذك في التنفيذ و اسأل نفسك :- ما الذي يمنعني من التصرف ؟-
ما هو أسوأ شيء من الممكن أن يحدث لو تصرفت فعلاً ؟- ما هو أفضل شيء من الممكن أن يحدث لو تصرفت فعلاً ؟
و الآن حاول أن تتذكر كم من مرات واجهت مواقف صعبة في حياتك و استطعت أن تتخطاها .
و في البرمجة اللغوية العصبية نقول : " ليس هناك فشل ، و لكن هناك فقط خبرات " .
و في مقالة في جريدة وول ستريت قال المحرر :
" لا تنزعج من الفشل ، و لكن أولى بك أن تقلق على الفرص التي تضيع منك حين لا تحاول أن تجربها " .
فعليك أن تجمع حماسك و تتصرف الآن ، و لتحقيق ذلك يجب عليك أن تخطط .. فقد فشل أناس كثيرون لأنم لم يضعوا خطة واضحة لتحقق أهدافهم .
و قال مؤلف كتاب فلسفة الإنضباط : " التصرف بدون خطة هو سبب كل فشل " .
و الآن إليك هذه الطريقة للوصول إلى التنفيذ السليم ..
1- أكتب ثلاثة أهداف تريد تحقيقها .
2- ضع خطة لكل واحد من هذه الأهداف .
3-كون إحساساً بالضرورة و السرعة .
4- ابدأ حالاً في التنفيذ .
5- أكد لنفسك يومياً أنك قادر على تحقيق أهدافك .
6- تصرف و كأنك قد نجحت فعلاً .
7- لا تقارن نفسك بأي شخص آخر ، و لكن قارن نفسك بما كنت فيه من قبل و ما الذي ستكون عليه في المستقبل .
8- ركز على النتائج و ليس على الخطوات ، و تصرف الآن ، اليوم عليك بإجراء المحادثة الهاتفية التي تريد عملها ، لا تقم بها غداً أو بعد غد ، اليوم قل للشخص الذي تحبه أنك تحبه ، لن تستطيع تقدير ما يمكنك عمله بدون أن تقوم بالتجربة .
التوقعات الطريق الى النجاح
من المهم أن تعرف أنه من الممكن أن تكون ممتلئاً بالحماس و الطاقة و تكون لديك مهارات عديدة و تضع كل هذا موضع التنفيذ عقلياً و فعلياً و لكن إذا لم تتوقع النجاح فستفشل ،
فإن كل الناجحين في الحياة يجمعهم شيء واحد و هو ترقب أحسن ما في الحياة و مهما حدث لهم فإنهم يتوقعون النجاح أكبر من أي شيء آخر ..
فالتوقع مثل السيارة بالضبط التي تأخذك إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه ،،
و كما قال الحكيم كونفيوشيس : " ما أنت عليه اليوم هو نتيجة كل أفكارك " .
و الآن إليك هذا السؤال :هل تعتقد في توارد الأفكار ؟
هل حدث و فكرت في شخص ما و في نفس اللحظة وجدته يتصل بك هاتفياً ؟
أو هل توقعت شيئاً ثم حدث هذا الشيء بالفعل مثلاً أن تجد مكاناً لإيقاف سيارتك في شارع غاية في الإزدحام .لو حدث ذلك فأنت قد مررت بتجربة " قانون التوقعات "
و هذا القانون يقول : " كل ما تتوقعه بثقة تامة سيحدث في حياتك فعلاً " .
حدث مرة أن أخبرني أحد الأصدقاء بأنه يشعر بالصداع في كل يوم في تمام الساعة الرابعة ، و قد وعدته أن يتقابل معي في الساعة الثالثة و النصف و انتظرت لأرى ما الذي سيحدث ، و بعد خمس دقائق من لقائنا بدأ يقول : " أشعر بأن الصداع بدأ يهاجمني .. فعلاً أنا أشعر أنه سينتابني في أية دقيقة ، إن هذا يحدث لي بنفس الطريقة في كل يوم و في نفس الوقت " .
عندما يعيش الناس حياتهم بطريقة تعسة فإن ذلك يكون بسبب توقعهم بأن أشياء سلبية ستحدث لهم و فعلاً هذا ما يجنونه في هذه الحياة .
و هناك حكمة تقول : " نحن نتسبب في تكوين و تراكم حاجز الأتربة ثم نشكو من عدم القدرة على الرؤية " .
فأنت عندما تبرمج عقلك على توقعات إيجابية ستبدأ في طريقك لإستخدام حقيقة قدراتك و يكون في إمكانك تحقيق أحلامك . . فلم لا نبرمج عقولنا على التوقعات الإيجابية ؟ ؟
العقل الباطن لا يفرق بين الحقيقة و غير الحقيقة و لا يعقل الأشياء و هو يقوم بعمل ما تمليه أنت عليه فإذا قلت لنفسك : " أنا أستطيع أن أقوم بعمل ذلك " فإن ما تقوله لعقلك الباطن هو الذي سيحدث فعلاً .
و الآن إليك هذه الوصفة للوصول للتوقعات الإيجابية :
1- عندما تشعر أنك تقول لنفسك أشياء سلبية عليك أن تتنبه فوراً و تأمر عقلك الباطن بالإلغاء .. " أي إلغاء هذه الأشياء السلبية " .
2- قم بالتصرف فوراً تبعاً لخطتك و احذر الرسائل و الإرشادات السلبية التي يتلقاها عقلك البطن من أصدقاء و أفراد عائلتك و المحيطين بك ، و لا تسمح لأي شخص أن يبرمج لك توقعاتك بطريقة سلبية .
3- ابدأ يومك بتوقعات إيجابية و قل لنفسك " أنا أتوقع أن يكون اليوم يوماً ممتازا ً إن شاء الله " ..و ثق بأن شيئاً جيداً سيحدث لك .
4- توقع الخير و أحسن ما في الحياة و أحسن مافي المواقف و أحسن ما في الحياة .ابدأ من اليوم ارتفع بتوقعاتك و كن دائماً متفائلاً .. وتذكر قوله عليه الصلاة و السلام : " تفاءلوا بالخير تجدوه " فركّز طاقتك على النتائج الإيجابية التي ستحصل عليها .
المرونة قوة الليونة
كان هناك ذبابة تحاول الخروج من نافذة مغلقة و ظلت تحوم و تدور من اليمين إلى اليسار ، و من أعلى إلى أسفل إلى أن نفذت طاقتها و ماتت ، و كان بالقرب منها باب مفتوح ولكنها حتى لم تحاول أن تبحث عن طريقة أخرى للخروج و أصرت على طريقة واحد مرة وراء الأخرى إلى أن ماتت, لقد كان في استطاعتها أن تخرج من هذا المأزق لو أنها فقط حاولت
.فالذبابة كانت تصر على الخروج من النافذة و لم يكن لديها المرونة الكافية لتبحث عن مخرج آخر .
و من الممكن أن تكون متحمساً جداً و تكون طاقتك كبيرة للغاية و لديك مهارات عديدة و تتصرف عقلياً و جسدياً طبقا ً لكل ذلك و يكون عندك الاصرار التام ، و لكن إذا لم يكن لديك مرونة و استعداد لتغيير خطتك في كل مرة تواجه فيها التحديات و المصاعب فمن الممكن أن تفشل كما حدث بالضبط للذبابة .
و يرجع سر نجاح اليابانيين إلى قدرتهم على التلاؤم السريع مع الغير ، و دائماً يحسنون من إنجازاتهم ..
الآن إليك هذه الوصفة لبلوغ درجة المرونة الكافية :
1- قم بإعداد قائمة بأهدافك ، و قم بترتيبها حسب الأولويات .
2- قم باختيار الهدف الذي تريد تحقيقه أكثر من أي هدف آخر .
3- قم بتدوين ثلاث خطط من الممكن أن تساعدك على تحقيق هدفك بحيث أنه لو لم تنجح إحدى الخطط تكون مستعداً بالخطط الأخرى .
4- توقع مقدماً العقبات التي من الممكن أن تواجهك و قم بإعداد الحلول لهن .
5- اجعل ذهنك دائماً متفتحاً لأفكار جديدة .
6- خصص يومياً وقتاً لمراجعة خطتك و ابحث عن طرق لتحسين أي موقف فابدأ من اليوم و كن مستعداً لأي تغيير و قم بتحصين نفسك بالمرونة ، ستشعر بالتغييرات في حياتك إلى الأحسن و ستصل إلى قمة النجاح و السعادة .
الصبر مفتاح الخير
لا يخفى على شخص منا الطريقة التي يقرأ بها كل ضرير و التي تسمى بطريقة ( برايل ) فجدير بنا معرفة كيفية توصله لهذه الطريقة ، فقدَ برايل بصره منذ بلوغه سن 3 سنوات و لكن عندما بلغ العشرين من عمره تم تعيينه مدرساً في أحد المعاهد ، و في يوم من الأيام بينما كان يجلس في إحدى المقاهي سمع شخصاً يقول : إن واحداً من ضباط الجيش الفرنسي اكتشف طريقة للإتصال الصامت بالجنود التابعين لوحدته و كان يستعمل جلداً مدموغاً بأشكال و رموز اتفق عليها ، فقفز برايل من الفرحة و قال : " وجدتها .. وجدتها " ، و بدأ برايل في العمل بعدما شرح له الضابط الطريقة على أن يصل إلى هدفه و في عام 1829م نجح في تكوين حروف الكتابة باستخدام ست نقاط فقط و بدأ في تجربتها و استخدامها في المعهد ، و في عام 1839م نشر طريقته حتى يطلع العالم على اكتشافه ، و واجه مقاومة كبيرة من الجميع بما فيها المعهد نفسه ، و حتى يمكنه الكتابة استعمل إبرة كبيرة ، و رغم هذا الاكتشاف إلا أنه لم يكن مقبولاً و لا معترفاً به ، و لكنه لم يستسلم و ظلّ مداوماً على تعليم طريقته لتلاميذه ، ولكن بعد جهد وفير اعترفت الحكومة الفرنسية بإكتشافه و جرى أصدقاؤه يبلغونه بالأخبار الجميلة و قال لهم برايل و الدموع تملأ عينيه :
" لقد بكيت 3 مرات في حياتي أولهما عندما فقدت بصري ،
و الثانية كانت عندما اكتشفت طريقة حروف الكتابة ،
و هذه هي المرة الثالثة ( عندما علم الناس بقيمة اكتشافه ) ، و هذا يعني أن حياتي لم تذهب هباءً " .
و في عام 1852م توفي برايل بمرض السرطان و لم يتعد عمره 43 عاماً .
و اليوم يوجد أكثر من 20 مليون ضرير حول العالم يدينون بالشكر لهذا الرجل الذي ساعدهم على القراءة و الكتابة و الوصول لأعلى درجة ممكنة لهم و كل هذا الإنجاز بدأ برجل واحد كرّس حياته لمساعدة نفسه و مساعدة الآخرين و فهم تمام قوة الصبر .
و الآن دعني أوجه لك هذا السؤال .. كم من المرات استسلمت لموقف ما بسبب عدم كفاية الصبر ؟ ..
و هل تسمع أحياناً من يقول نفذ صبري ؟
فعدم الصبر هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى الفشل لأنك قبل أن تصل إلى النجاح غالباً ما تقابل عقبات و موانع و تحديات مؤقتة و إذا لم تكن صبوراً فلن تتخطى تلك العقبات و ستضطر للتنازل عن تحقيق أهدافك .قال الله تعالى : " و بشر الصابرين " .
و قد قال نورمان فينسين بيل في كتابه قوة التفكير الإيجابي : " لا تيأس فعادة ما يكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح هو المناسب لفتح الباب" ،
كما أن العظماء من الناجحين يعلمون أن أعظم إنجازاتهم قد تحققت بعدما وصلوا إلى تلك النقطة التي كانت في رأي المحيطين بهم أن تلك الفكرة أو ذلك الإنجاز لا يمكن تحقيقه مهما حدث ، عليك بإلزام نفسك بتحقيق أحلامك و كن مرناً و صبوراً ، وكن ذلك الشخص الذي يمكنه انتهاز الفرص من كل مشكلة تواجهه و ليس ذلك الشخص الذي يخلق مشكلة من كل فرصة تقابله .
و الآن إليك هذه الوصفة لبلوغ الصبر :
- دوّن أحد التحديات التي واجهتك .
- دوّن خمس طرق في إمكانك استخدامها للتغلب على هذا التحدي .
- ابحث عن شخص ينال احترامك و تثق في خبرته و تعتقد أنه من الممكن أن يساعدك في الوصول إلى حل لمواجهة هذا التحدي .
- تصرف فوراً بالتزام و حماس قويين و أصبر فمن الممكن أن تكون على بعد خطوتين فقط من النجاح .
الانضبطا اساس التحكم في الذات
في إحدى محاضراتي عن سيادة الذات قلت للمشتركين : إنهم كانوا منضبطين طوال حياتهم .
فسألني البعض باندهاش : و كيف توصلت إلى ذلك ؟ فسألت أحدهم : " هل تشاهد التليفزيون بانتظام ؟ " فقال : نعم ، كل يوم تقريباً . فسألته : " منذ متى و أنت تداوم على ذلك ؟ فقال : من حوالي 12 سنة ، نستخلص من ذلك أنه شخص منضبط لمشاهدة التليفزيون .
هذا المثال يوضح مدى الالتزام .. فهذا الشخص ملتزم بأن يضيع وقته !! فنحن دائماً منضبطون ، و لكن الكثير يستخدمون الانضباط في تكوين عادات سلبية ، بينما نجد الأشخاص الناجحين يستعملون قوة الانضباط الشخصي في تحسين مستوى حياتهم ليعيشوا حياة أسعد ويرتفعوا بمستوى صحتهم و الحياة بطريقة متكاملة ،
فبدون الانضباط لن يكون لدينا أي طاقة لتحقيق أي هدف ، وبالانضباط يمكن الاستيقاظ مبكراً و الابتعاد عن العادات السيئة حتى لو كانت تلك العادات تتملك منك منذ زمن طويل ..
و سيساعدك الانضباط الذاتي على تغيير البرمجة التي تحد من تصرفاتك إلى البرمجة الإيجابية التي تساعدك على توجيه طاقاتك تجاه النجاح هذه هي قوة الانضباط الذاتي ..
شيء جميل أن تكون عندك الرغبة في النجاح و تحسين حياتك ، و أيضاً من الواجب أن تتصرف و تلتزم و تكون مرناً ،
و لكن إذا لم يكن عندك الإنضباط أن تقوم بالمداومة على ذلك يومياً و بنفس الحماس فإنك قطعاً ستفشل ، قال دكتور روبرت شولر : " لا تجعل أبداً أي مشكلة تصبح عذراً، كن منضبطاً لكي تحل المشكلة
و قال هانيبال : " إذا لم نجد طريق النجاح فعلينا أن نبتكره " .
و الآن إليك هذه الوصفة للوصول إلى الإنضباط :
- دوّن عشرة أشياء تريد أن تقوم بعملها و لكنك لا تداوم على ذلك .
- قم بعمل الواجبات المفروضة عليك الآن و لا تقم بعمل أي شيء آخر حتى تؤدي هذه الواجبات ،
قم بعمل ذلك الآن .
- عندما تحدد أي موعد يجب عليك الالتزام بهذا الوقت و لا تتأخر حتى و لو لدقيقة واحدة .
ابدأ بالتدريج في بناء عضلة الانضباط الذاتي و ستجد نفسك متجه لحياة مليئة بالسعادة و الصحة والنجاح .
النجاح بين يديك ... أنت تملك القوة لكي تكون أو تعمل أو تمتلك كل ما تتمناه و اعلم أنه كله بأمر الله ، انظر للماضي على أنه كنز من الخبرات ، استعملها بحكمة ، وانظر إلى المستقبل على أنه الأمل في السعادة حيث ،،،
" ما الأمس إلا حلم و ما الغد إلا رؤية ، و لكن اليوم الذي تعيشه كما يجب ، يجعل الأمس حلماً من السعادة والغد رؤية من الأمل " .
اخلع النظارة السوداء
بعض الناس يسرفون في التشاؤم و تضخيم السلبيات ، و لا يتذكرون الإيجابيات و الحسنات ، فالدنيا عندهم دائماً مظلمة سوداء فهم كالخفافيش لا يحسنون العيش إلا في الظلام .
و تزداد المشكلة سو ءاً عندما ينقلون مشاعرهم و قناعاتهم المظلمة إلى الآخرين ،
فيساهمون في تثبيطهم ، و يكونون معول هدم و تيئيس لمن حولهم من الأفراد .
و جاء في شرح السنة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يتفاءل و لا يتطير ، و كان يحب الاسم الحسن " ، و الطيرة هي توقع الشر و المكروه ،
أما التفاؤل فهو ضدها و هو توقع الخير و الاستبشار و الأمل .
و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : " والذي نفسي بيده ليفرجن الله عنكم ماترون من الشدة ، و إني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق آمناً ، و أن يدفع الله إلي مفاتيح الكعبة ، و ليهلكن الله كسرى و قيصر ، و لتنفقن كنوزهما في سبيل الله " .
و من المهم التنبيه في هذا المقام إلى أن تغليب التفاؤل على التشاؤم لا يعني أن يعيش الإنسان في الخيال أو أن يتجاهل أو يهمّش كل السلبيات و العوائق و المشكلات ، فإن ذلك إفراط في التفاؤل و هو مذموم و لا يؤدي بصاحبه إلا إلى الفشل و الهلاك .
هل انت ثعلبا
قد يتعرض الإنسان في تعامله مع الآخرين إلى من يمارس معه الخداع و الكذب و المكائد و التمويه و التضليل ، لذا فإن عليه أن يكون فطناً ذكياً سريع البديهة ، و إن لم يكن كذلك فسوف يقع في شباك الخصم بسهولة و يسر ، و ربما يقدم كثيراً من التنازلات دون أن يحقق سوى قليل من المكاسب .
إن الذكاء و سرعة البديهة هي موهبة فطرية يهبها الله لمن يشاء ، و لكن بالرغم من ذلك فإن الإنسان يستطيع أن يكتسبها أو يمكن القول أنها موجودة لدى كثير من الناس إلا أنها ضامرة تحتاج إلى صقل و إظهار .
و لعل مما ينمي الذكاء و سرعة البديهة :
الاستعانة بالله ،
والعلم ، و مرافقة الأذكياء ، و الاطلاع على مواقفهم ،
و التأمل و التفكير ، و عدم التسرع ، والتزام الحذر ،
و معرفة ألاعيب و حيل الآخرين ، و حسن الإعداد و التخطيط ... الخ .
فمن المواقف التي تدل على الذكاء و الفطنة ما روي عن الغلام الذي لقى الشاعر أبا العلاء المعري ، فقال الغلام لأبي العلاء المعري : من أنت يا شيخ ؟ فقال أبو العلاء : أنا شاعركم أبو العلاء ، فقال الغلام : أنت القائل في شعرك : و إني و إن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل فقال أبو العلاء : نعم ، فقال الغلام : يا عماه ، إن الأوائل قد وضعوا ثمانية و عشرين حرفاً للهجاء فهل لك أن تزيد حرفاً واحداً ؟ فصمت أبو العلاء و أفحم و لم يستطع الإجابة .
الراحة التي يعقبها ندما
من الأخطاء الشائعة لدى كثير من الناس ، و التي بسببها تسوء العلاقات و تتوتر ، أنهم يحرصون على تفريغ الشحنات النارية المتجمعة في صدورهم و إطلاقها على شكل موجات غاضبة تحرق الأخضر و اليابس .
و بمعنى آخر أنهم لا يستطيعون السيطرة على غضبهم ، بل يريد أحدهم أن ينفس عن غضبه ليرتاح ، و ما يدري المسكين أنه يحرق نفسه قبل أن يحرق الآخرين .
إن الغضب داء عضال ، بل هو مهلكة و سبب لكل قطيعة و جفوة ، و قد كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله : " أن لا تعاقب عند غضبك على رجل و لكن احبسه ، فإذا سك غضبك فأخرجه فعاقبه على قدر ذنبه ، و لا تجاوز خمسة عشر سوطاً " .
و قال جعفر بن محمد : " الغضب مفتاح كل شر "
و قيل لعبد الله بن المبارك : اجمل لنا حسن الخلق في كلمة ، فقال : " ترك الغضب " .
الكنز الذي لا يكلف درهما
هل تريد الحصول على كنز ثمين دون أن تنفق درهماً أو دولاراً واحداً ؟ إذا أردت ذلك فعليك بأمر مهم لا يكلف جهداً و لا وقتاً و لا مالاً ، ألا وهو الابتسامة .
فالابتسامة مفتاح كل خير ، و مغلاق كل شر ، لها مفعولها السحري ، و أثرها العجيب ، و لا يمكن أن يتجاهل الابتسامة من يرغب في كسب محبة الآخرين .
إن كثيراً من المؤسسات الناجحة تفرض على موظفيها الذين يتعاملون مع الجمهور أن يبتسموا من أجل كسب الزبائن و الحصول على رضا العملاء .
يقول الرسول صلى الله عليه و سلم : " تبسمك في وجه أخيك صدقة " ،
و يقول صلى الله عليه و سلم : " لا تحقرن من المعروف شيئاً و لو تلقى أخاك بوجه طليق " .
و يقول شواب : ( و هو مدير أحد مصانع الصلب في أمريكا ، و كان يتقاضى مليون دولاراً سنوياً ) : " لقد أكسبتني ابتسامتي مليون دولار " .
و يقول علماء النفس أن الأطفال الكفيفين بقومون بالابتسام بطريقة تلقائية ، و في وقت لاحق عند البلوغ يصطنعون الابتسامات الاجتماعية ، مما يؤكد أن الابتسامة هي عمل طبيعي و ليست وسيلة تقليد معقدة .
و يقول الدكتور " روجر لامب " من جامعة أكسفورد : " إن إشارات التحادث تصبح عادة متأصلة و تلقائية كالتعبيرات العاطفية الأخرى ، و يصعب على البالغين الابتسامة بدون تحريك الرأس عندما يستمعون إلى الآخرين .
و تبدأ المسألة حينما يحاول الناس من مختلف الأعمار و الحضارات الابتسامة لتشجيع الآخرين على الحديث .و تختلف الابتسامة بين الجنسين كذلك ، فالمرأة تبتسم أكثر من الرجل ن و هذا ليس معناه أنها أكثر سعادة منه ، و لكن لأنها تتوقع أن تبدو أكثر جمالاً و تألقاً بالابتسامة .
و غالباً ما تبتسم النساء عند الشعور بالاضطراب أو بعدم الراحة . و توصف المرأة التي تكثر من الابتسام بأنها تمتلك أنوثة كاملة ، بينما يوصف الرجل كثير الابتسام بأنه اجتماعي .
و مهما كان السبب فإن الأشخاص الذين يظهرون و هم يبتسمون في صورهم يعتبرون أكثر جاذبية من الأشخاص أصحاب الوجوه الصخرية الجامدة ، و لهذا السبب فإن الأطفال الذين لا يتعلمون الابتسامة بصورة ملائمة و لائقة يجدون أنفسهم منبوذين في ساحة اللعب .
و الوسيلة الدقيقة لتحديد الابتسامة الملفقة تتمثل برصد التعبيرات الدقيقة من الغضب و الحزن التي تظهر على الوجه في جزء بسيط من الثانية و تتبعها ابتسامة مصطنعة لتدل على السعادة .
النهاية ..
لا تحسب المجد تمرا انت آكله... ..
....لن تبلغ المجد حتي تلعق الصبرا
أرجو ان يكون هذا الكتاب قد أعجبكم ....
وان تستفيدوا منه فعلا .. كما استفدنا ...
تقبلوا تحياتي ..
ROORO